رواية المنطقة الأخيرة

رواية المنطقة الأخيرة

     

         «المنطقة الأخيرة» 

رواية المنطقة الأخيرة، هي رواية خيالية.. لَكِنها مليئة بالغموض والإثارة.. تَحكي عن الشاب أنور وصَديقاه المُقربان الفُضُوليان ،المُحِبان للإستكشاف والمغامرة، الذين سَيُخاطِرون بأنفسهم لإستكشاف المناطق الغريبة وحل كل الألغاز التي لم يَحُلها سُكان القرية... لكن هل المخاطرة ستتحول إلى طمأنينة وسعادة وتُحَل كل الألغاز؟ أم ستزداد سوءاً؟ 

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لايوجد نهاية للعالم، فمن ذهب سيعود، ومن إختفى سنجده، ومن مات لابد ان نجد جثته، لا أحد يمنعنا من استكشاف العالم... 

أنا أنور عمري 20سنة من قرية "ليكاي"، منذ ان كُنتُ صغيرا كُنتُ احلم ان اصبح بطل، واستكشف العالم، إلا أنه تم طردي انا واصدقائي احمد وليلى من المدرسة لأننا استكشفنا قبو في المدرسة لاينبغي علينا زيارته، وها نحن الآن نشتغل في قريتنا، فأنا اعمل نجار وصديقي احمد بائع الخضروات وصديقتي ليلى تعمل بائعة الزهور، اليوم عيد ميلاد صديقي احمد، اشتريت له بعض الهدايا البسيطة وسأقدمها له الليلة... 

قرية ليكاي تُعرف بقرية العائلة، فأغلب سكانها من نفس العائلة، وإن كان هناك حفل عيد ميلاد لابد دعوتهم كلهم، إستعدَ أنور لعيد ميلاد صديقه، ففي هذه الليلة تَجَمَعَ اهل القرية في ساحةٍ، جالسون امام النار ويأكلون الشواء، فمنهم من يغني ومنهم من يرقص ومنهم من يأكل بلهفة ونسى انه في حفلة عيد ميلاد.. 

إنها الساعة الحادية عشر ولازال أنور لم يصل للحفلة! 

احمد: ليلى ألازال لم يأتي انور؟ 

ليلى: لم يأتي، اضنه سيتأخر

احمد: من الممكن انه لم يتذكر عيد ميلادي

ليلى: هل انت غبي؟! كل عام يتذكرنا، هل سينسى اليوم؟

لم تمر دقائق حتى... 

دخل انور حاملاً شيئا كبيراً مغلفاً، فرح احمد وليلى بقدومه، فإستضافوه.. 

احمد: لقد ضننت انك لن تأتي 

أنور: انا لا انسى عيد ميلادكم ابدا، انتم اخوتي وعائلتي

ليلى: لقد قلت له انك لا تنسى ولم تنسى ولن تنسى

انور: حسنا هيا تعال يا احمد لأريك هديتك البسيطة

احمد: انا ارى انه شيئا اكبر من هدية بسيطة، انظر الى حجمها

ليلى: اعتقد انني اعرف ماذا يوجد داخل الهدية

انور: اشش، اسكتي، إنها مفاجأة لاتخربيها

ليلى: هههه حسنا لقد صمتتُ

فتح احمد الهدية.. 

اتريدون ان تعرفون ماذا اهديتهُ؟ 

لقد اهديته سيفٌ صنعته بنفسي، لأن احمد يعشق السُيوف

احمد: وااو، انه مذهل مذهل كثيرا، شكرا لك يا اخي انور

ليلى: حسنا هيا لنجلس مع المدعوين لانتركهم لوحدهم

جلس الجميع بجانب المدفئة، يتشاركون الحديث، حتى تكلم احد المدعوين.. 

احد المدعوين: إن سَيْفك مذهل يا احمد انت محظوظ، فهذا لم يمتلكه احد ابدا بعد قُصي

قُصي!؟، قال الجميع بإستغراب.. 

احد المدعوين: قُصي انه صديق العائلة، كان يمتلك واحداً قبل اختفاؤه

انور: ماذا تقصد بإختفاؤه؟! 

تكلم كبير القرية "صُرير": إنه من احد  اللاجئين في هذه القرية قبل خمس عشرة سنة، وكان يمتلك مثل هذا السيف، وإختفى بدون سابق إنذار، وقِيل أنه ظهر قبل سنتين في احد اخطر الغابات، ويوجد إشاعة تقول انه تُوفي، وإشاعة اخرى تقول بأنه إختُطِفَ، لكن اغرب من هذا انه اكثر من خمسة سكان يقولون انه يوم اختفائه، ظهرت عصابة" النار" تتجول في قريتنا.. 

احمد: ومن هي عصابة النار؟! 

صُرير: إنها اخطر عصابة ولا يتجرأ احد على الإقتراب منها وان ظهرت كل السكان يختبؤون لأنهم يختطفون احد من السكان كلما قَدِموا

ليلى: لقد كانت امي تروي لي عنهم عندما كنتُ صغيرة

انور: وماهو مصير المُخْتَطَفون؟! 

صُرير: من إختُطِف، من المحتمل ان يُسجن في غابتهم او يجعلونه يشتغل، لكن نادرا ما يقتلونهم لأنهم يريدون من يعمل عندهم

ليلى: كيف يكون عملهم؟ اعني ماذا يعملون عندهم؟ بالتأكيد لن ينظفون منازلهم

صُرير: يرمونهم في غابة"زيلان"ويتركونهم يجمعون الآثار الثمينة من الغابة

احمد: غابة "زيلان"؟! 

صُرير: إنها غابة تحتوي على الكثير من الآثار الثمينة كما انها تحتوي على الذهب والبلاتين والدايموند والفضة والألماس واللؤلؤ، كما انها من اخطر الغابات

ليلى: من اين تأتي تلك الاثار الثمينة؟! 

صُرير: يجمعونهم مملكة" فولاندور" ويحرسونهم حراسهم، فأنت وحظك اذا إستطعت سرقة عدد كبير من الآثار فعملك ممتاز واذا فشلت وكشفوك الحراس حينها تُسجن في سجن مملكة"فولاندور"

انور: يعني هم يختطفون السكان ليجمعون لهم الآثار الثمينة، والعصابة لاتستطيع ان تخاطر بنفسها! هكذا؟! 

صُرير: تماماً

ليلى: هل يوجد إحتمال عودتهم؟.. 

أنور: اذا تجرأ احد من العصابة القدوم، سيكون مؤسفا له

صُرير: يابني ماذا يمكنك فعله؟ انهم اقوياء، لذلك لُقِبوا بعصابة"النار"... 

أحمد: هل انتهى حديثكم عن هذه الخرافات؟ لا تنسون انه اليوم حفلة عيد ميلادي ليست قصص العصابات

صُرير: معك حق يا ابني، إستمتع بحفلتك ولا تهتم لنا،  فنحن انتهت مواضيعنا، لذلك فتحنا مواضيع العصابات هههه

عَمَ الضحك في تلك الليلة... 

وصلت الساعة الواحدة صباحاً وكل منهم ذهب لمنزله.. 

لكن أنور جلس يُفكر في اللاجئ المفقود والعصابة وكل ما سمعه في ليلة الحفلة، في الصباح الموالي، إلتقى انور مع صديقاه احمد وليلى... 

أنور: انظرا يا اصدقائي إن لدي فكرة ستحقق احلامنا

ليلى: هل وجدت كنز؟  هيا اخبرنا

انور: لم اجد كنز لكن.. 

احمد: لكن ماذا؟ 

انور: اريد ان نستكشف غابة عصابة "النار"  و نعمل عمل بطولي ننقذ اللاجئ المختطِف

ليلى: هل جننت؟  أتريد حفر قبرك؟ 

أنور: لا تضخموا الامر، انه فقط نريد استكشاف العالم الخلفي والعصابات الشريرة وان نحرر الناس التي لم يستطيع احد تحريرها

احمد: بالله انا موافق

ليلى: أجننتم؟ لن انضم اليكم ولن تذهبون

انور: سنذهب كلنا او لن نذهب ابدا

انصرفت ليلى وهي غاضبة.. 

احمد: لاتقلق ستقبل الانضمام الينا، انها تتدلل فقط

انور: لكن لن نخبر احد

احمد: لا هذا ثقيل على عائلتنا على الاقل نخبرهم اننا نذهب في رحلة

انور: حسنا سنخبرهم هكدا مع العلم ان امي لن تصدق

احمد: ستُصدق وان لم تصدق ستتقبل، والآن هيا لنذهب إلى ليلى، فبالتأكيد ستكون في محلها لبيع الزهور

انور: لا نضغط عليها، انتظر حتى يزول غضبها

... 

غربت الشمس وذهب كل قروي الى قريته وكل ساكن الى مسكنه وكل عامل أوقف عمله.. 

باب منزل انور يدق.. 

فتح انور الباب واذا بها ليلى.. 

انور: مرحبا بكِ ليلى، ان كنا سنتكلم في ذلك الموضوع فدعينا لا نتكلم في الداخل

.. 

خرجا الى الساحل أينما كان احمد جالس ايضا.. 

ليلى: إن امي تذهب الى القرية المجاورة عند جدتي لأنها مريضة ومن المتوقع انها ستبقى مدة طويلة.. 

احمد: وهذا يعني؟ 

ليلى: وهذا يعني انني سأنضم إليكم

انور: اخيرراا

ليلى: لكن بشرط

انور: نحن نوافق على الشرط قبل سماعه وكأنه أمر

ليلى: ستأتي معنا أختي الصغيرة "تالا" 

احمد: أليست صغيرة؟ لا نريد ان نخاطر بها

ليلى: ليست صغيرة انها 18 عاما، اصغر منا بسنتين فقط

انور: حسنا اذا كانت موافقة هي فلا مشكلة

ليلى: حسنا، وكيف نخطط الى الامر هيا اخبراني

انور: انظرا لقد فكرتُ ان اصنع سيوف وان نذخر الأكل وسنجمع اكبر معلومات عن عصابة"النار" واين يتواجدون، ولكن لن تُشْعِران احد بشيء

ليلى: هذا الامر عندي، فأنا اعرف صديقة امي تعرف كل ماضي القرية ويمكن ان تُفِيدني ببعض المعلومات، مع انها تكشف كل شيء ومن الصعب استدراجها، انها صعبة ولكن مع ذلك سأحاول

احمد: وانا عمي يعرف كل طرق الغابات آخد منه خريطة لكي لا نضيع

انور: وانا سأتولى أمر الأكل والاسلحة والحماية

ليلى: لماذا ارى كأننا في افلام اكشن

احمد: هههه لاننا كذلك

انور: حسنا هيا هيا لنبدأ عملنا.. 

... 

غلق انور محله وذهب الى محل ابن عمه ليصنع سيف ويحاول تذخير اكبر كمية من الأكل لتكفيهم

ذهبت ليلى الى صديقة امها، وبينما هما يتبادلان اطراف الحديث

صديقة امها: اين امكِ، لم اراها منذ اسبوعين، هل هي بخير

ليلى: نعم هي بخير، ولقد ذهبت الى منزل جدتي لانها مريضة

صديقة امها: اتمنى لها الشفاء العاجل، وانتِ ستبقين لوحدك في المنزل؟ 

ليلى: انا سأذهب في رحلة مع اختي واصدقائي

صديقة امها: فكرة ممتعة، لكن ما المناسبة؟! 

ليلى: عيد ميلاد صديقي البارحة فأراد ان يأخدنا في رحلة

صديقة امها: جيد، لكن تعرفين ان القرية تحيط بها غابات كبيرة وكل غابة اخطر من الأخرى

ليلى: لدي صديق يعرف الغابات ولن نضيع لا تخافي، لكن..  اريد سؤالك من باب الفضول

صديقة امها: اسألي هيا 

ليلى: سمعتُ انه هناك عصابة تُُدعى بعصابة"النار" هل هذا صحيح؟ 

صديقة امها: نعم صحيح 

ليلى: اين يتواجدون؟ اقصد في اي غابة يتواجدون؟ لكي لا نمر على تلك الغابة

صديقة امها: ألم تخبرينني انكِ ستذهبين مع صديق يعرف طريق الغابات! فكيف سيأخدكم لغابة العصابة وهو يعرف الطريق، الا تثيقي في اصدقائك!؟ او يوجد شيء تريدين إخباري به؟ 

ليلى: نعم صحيح، سمعتُ البارحة اخبار عنهم ولقد اخافوني قالوا انهم يتواجدان في الغابة المجاورة

صديقة امها: لا ليس في الغابة المجاورة من قال هذا؟ يمرون على غابة "نيوفوراست"  لكن اين منطقتهم بالضبط لا نعرف.. 

ليلى: اا حسنا اعتقد اننا لن نمر من هناك

صديقة امها:  تمرين من ماذا؟ لا احد يعرف اين تقع تلك الغابة، وحتى لا احد يعرف اسمها ماعداي انا وبعض السكان القُدامى، كيف تعرفين انكِ لن تمرين منها؟ 

ليلى: اا. ا. ا لقد قلت فقط يعني اعتقد اننا لن نمر من هناك

صديقة امها: لا يَحصل كل ماتعتقدينه يا ابنتي

ليلى في نفسها: اافف لقد عَلِقَتْ بي، لاشيء يفوتها

ليلى: اا لقد كنتُ سأشتري اللبن من محل عمي قدير فهو يغلق في هذا الوقت

صديقة امها:  لا تتعبي نفسك، فهو في اجازة منذ شهران

ليلى في نفسها: سأموت هنا الليلة، اعتقينييي

ليلى:  هيا سأذهب 

صديقة امها:  نامي هنا الليلة.. 

خرجت ليلى من المنزل بسرعة.. 

في تلك الاثناء التي كانت تتحدث ليلى مع صديقة امها ذهب احمد الى عمه

احمد: اهلا عمي

عمه: مرحبا كيف حالك

احمد: بخير ياعمي، انا مستعجل قليلا، اريد فقك ان تعطيني خريطتك التي كنتَ تتبعها حين تسافر

عمه: خيرا هل تريد ان تسافر؟ 

احمد: كلا فأنا اريدها لأنني سأخرج في رحلة مع اصدقائي وانا لا اعرف طريق الغابة 

عمه: من اين خرجت هذه الرحلة!؟ 

احمد: بسبب عيد ميلادي اردتُ انا ان استمتع

عمه:  لو عساك ان لا تذهب؟ 

احمد: لماذا؟! 

عمه: اخشى ان لاتعود، مثل ابي

احمد: ماهذا الكلام، بالطبع سأعود، هيا مع السلامة انا مستعجل قليلا.. 

... 

وصلت ليلى الى منزلها.. 

تالا: لقد جهزت حقيبتك وحقيبتي، متى تبدأ الرحلة؟ 

ليلى: انتي مستعدة اكثر مني

تالا: بالتأكيد

ليلى: مع اني اخبرتك انها رحلة خطيرة ومع ذلك انتِ مستعدة؟ ومتحمسة؟! 

تالا: لقد طبختُ اكلتك المفضلة هيا اذهبي اشبعي بطنك ثم واصلي كلامك هذا

ليلى: اا. انتِ تقصدين ان تقولين لي، اصمتي، هذا صحيح؟ 

تالا: صحيح فعلاً

ليلى: الله يعين كل اخت واخ كبير مع اخته الصغيرة

تالا: على فكرة نحن لسنا بأشرار، فقط انتم لا تفهموننا لأن عقلكم هذا يحتاج لتحديث لكي تفهموننا

ليلى: سأشبع بطني ثم اواصل حديثي هذا

تالا: ههههههه تقصدين ان تقولين لي اصمتي؟ صحيح؟ 

ليلى: صحييح فعلاً

في صباح اليوم الموالي.. إلتقى انور مع صديقاه في ساحة القرية 

احمد: لقد احضرت الخريطة

انور: وانا صنعت الاسلحة ودخرت الاكل.. وانتِ ياليلى هل انهيتي عملك؟ هل عرفتي معلومات عن العصابة ومكان تواجدهم؟ 

ليلى: هل أخبرتني صديقة امي انه لا احد يعرف مكان تواجدهم، لكن يمرون على غابة "نيوفوراست"، يعني ان اي غابة ستكون بعد "نيوفوراست" يمكن ان تكون ملكهم

أحمد: إن غابة "نيوفوراست" اطول غابة، لكن ليست اخطرهم، يعني سنباتُ يومين او ثلاثة في الغابة

انور: لا مشكلة لقد احضرت الخيمات، وسنذهب بسيارة ابي، انه لايستعملها

ليلى: حسنا ومتى نذهب؟ 

انور: اذا وافقتم نذهب في هذه الليلة

احمد: موافق

ليلى: لستُ موافقة، لن نذهب في الليل، غدا صباحاً توقيتا مناسباً

انور: حسنا ستجدوني في سيارة ابي امام الساحل على الساعة السادسة صباحاً

احمد: حسنا موافق

وافقا كل من صديقاه.. ثم ذهبا لمنزلهما، وجلس انور يودع ابويه لذهابه

... 

واثناء العشاء، جلس انور مع والداه في طاولة العشاء.. 

الام: غدا متى ستذهب مع صديقاك؟ 

انور: لم نحدد متى بالضبط لكن في الصباح الباكر

والده: حسنا يا ابني اتمنى لكم يوماً ممتعا..

الام: لكن متى تعودون؟ 

انور: انظرا، من الممكن ان نُطيل في الاجازة

الام: كم تُطيلون؟ 

انور: من اسبوع لأكثر

الام: حقاً!؟ 

أنور: نعم

الام: حسنا مادمتم ستفرحون، لن امنع فرحتكم.. اا ولقد حضرت لكم فطائر الشوكولاطة المفضلة لدى ليلى واحمد

انور:  شكراً يا امي

الام: لاتنسى تبليغهما تحياتي

انور: اعتبريه وصل.. 

مرَ الليل كله وأنور لم يصل الى عينه النعاس بسبب التفكير والتخطيط للرحلة الإستكشافية.. 

... 

جهز ملابسه انور وكل مايحتاجونه وذهب للسيارة وجد اخت ليلى تنتظر.. 

تالا: صباح الخير

انور: صباح النور، ألم تأتي ليلى؟! 

تالا: للأسف لن تأتي، فأنا التي سآتي فقط

انور: لماذا؟! لقد وعدناها اننا لن نذهب بدونها

.. فجأة تخرج ليلى من وراء السيارة.. 

ليلى: اتظنَ انني لن آتي؟! 

انور: نعم، فكرت هكدا لوهلة عندما لم اراكِ

ليلى: ضع هذه الفكرة في عقلك جيداً، اذا وعدتك بشئ وتأخرت في تحقيقه أو انتَ تشكَ انني تراجعتُ، لاتنسى انني اكون ليلى،فتاة الوعود، لقد وفيتُ بوعود كثيرة منذ صغري ولم اكسر وعدٌ في حياتي كلها

تالا: حسنا حسنا لقد فهمنا انكِ تتباهين

انور: ههه لا مشكلة، الم يتأخر احمد قليلا؟  لقد تفاهمنا على الساعة السادسة، لقد مرت خمس عشرة دقيقة

... 

مرت نصف ساعة ولم يظهر اثر على احمد بعد

ذهب انور الى منزله، دق الباب.. لم يفتح له احد.. ثم دق الجرس، خرج احمد مهرولاً مُفزعاً، ناطقاً: هل ذهبتم؟  هل ذهبتم؟

انور: لقد ذهبنا وعُدنا

احمد: آسف لقد تأخرتُ بسبب الاستحمام، الماء قُطِع، وكدتُ اعلق في الحمام.. 

انور: هههههه حسنا لا عليك، هيا بنا لنذهب للسيارة، ان ليلى واختها ينتظران، وخاصة اخت ليلى لو أجلنا الرحلة كنا سَننال ضرباً مُبرحاً منها 

احمد: هههههههه انها فتاة متهورة، رغم معرفتها للأخطار التي قد نواجههل الا انهل لم تخاف 

انور: انها شجاعة ليست متهورة، اذ كنت انت تخاف فلن يكون كل الناس مثلك

احمد: سامحك الله، هل انا جبانٌ؟! 

انور: انا امزح، فقط هيا للسيارة

ركب كل من احمد وليلى واختها تالا وانور في السيارة، وانطلقوا ليمروا على غابة "نيوفوراست".. 

... 

ظلت تالا تُحَدق في الاشجار من خلال نافدة السيارة، معجبة بجمال الغابة.. 

تالا: لم أرى اجمل من هذه الغابة ابدا في حياتي.. 

انور: في الظلام سترين جمالها الحقيقي 

ليلى: ماذا تقصد.. 

انور: اقصد انها جميلة فقط في الصباح، في الليل ستتغير كُلياً.. 

ليلى: من حسن الحظ اننا نذهب في الصباح الباكر، لو انني لم ارفض اِقتراحك كُنا سننطلق ليلاً.. 

انور: نعم، نسيت انكن ستأتيان معنا، فأنا واحمد لا نخاف 

ليلى: هل تقصد انني بالجبانة؟! 

احمد: اظنه يقصد هذا

وبينما هم يتناقشون وانور لم يركز في الطريق.. 

تالا: انور إنتبه!

... 

اصطدمت السيارة بغزالة التي حين انصدامها هَربت مهرولة.. 

---«صُـــراخــــهم»---

... 

احمد: هل انتم بخير؟! 

ليلى: نحن بخير، عجباً في ماذا اصطدمنا!؟ 

انور: اصطدمنا في غزالة، لحسن الحظ لم نتأدى نحن وهي

تالا في حالة صمت وإندهاش.. 

تالا: اِنها جميلة تشبهني... عيناها واسعتان، بُنيتان.. 

ليلى: حتى في عقلها تشبهكِ

انور: كفا حديثا ونقاشات، الآن نجونا، لا نعلم اذا سننجو المرة القادمة، لذا اِلتزموا الصمت، رجاءاً

قالها بغضب.. 

.. صمت الكل... 

وبقيوا صامتين حتى المساء حينما صارت الساعة التاسعة ليلا... 

تالا: ألم نصلَ بعد!؟ 

احمد: اين تصلين؟! نحن ليست لنا وجهة محددة، نحن نستكشف مايوجد وراء غابة "نيوفوراست" لعلنا نصل لعصابة "النار" 

تالا: اافف لقد نسيت، سمعتُ ذات مرة خالتي تتحدث مع امي، لم اسمع الكثير، لكنني سمعت انها اخبرت امي ان يوجد غابة  كبيرة جداً، من الممكن إستغراق أيام للخروج منها

ليلى: نعم اعتقد انها كانت تتحدث عن هذه الغابة

احمد: في الخريطة، يقولون انها كبيرة لكن يوجد طريق مختصر سنذهب منه وعندما نُقابل كوخ، يعني اننا نقترب من مخرج الغابة

انور: لو اسرع في القيادة من الممكن ان نصل للكوخ غدا صباحاً 

تالا: اذاً إسرع

انور: اذا تريدين حوادث سأسرع

ليلى: حسنا كفاً نقاشاً، أنور اُركن السيارة في مكان ما، لنتناول الاكل.. 

انور: حسنا سأركن بجوار تلك الصخرة 

... ركن انور السيارة امام الصخرة، واخرجوا الخيمات من صندوق السيارة. ودخلوا داخل خيمة واحدة ليأكلوا.. 

وهم يأكلون..  فجأة تالا تلمح ظلاً مَرَ بجانب الخيمة، فتصرخ... 

تالا: ياللهول، ألم تقولوت ان الغابة كبيرة ومهجورة!؟ من هنا اذا!؟ 

انور: لماذا تتحدثين هكدا!؟ ماذا رأيتي!؟ 

تالا: رأيت ظلاً مَرَ بجانبنا

ليلى: تالا وتخيلاتها كالعادة

تالا: اقسم انني لا اتخيل، لقد رأيته بأم عيناي

.. خرج احمد ليرى مايوجد، لكنه لم يحس بشيء ولم يلمح اي شيء

ليلى: هيا سأبني خيمتي انا وتالا لننام، بالتأكيد تتوهم من قلة النوم

انور: حسنا سنقوم على الساعة الخامسة صباحاً.. 

ليلى: تُصبحان على خير

.. ذهبا كل من تالا وليلى لخيمتهم.. 

... 

صوت زقزقة العصافير، لايوجد اجمل من صوتهم.. 

كيف هذا!؟ أتمزح معي.. بالله لا امازحك.. ماذا تخسر اذا تخبرني بالحقيقة.. 

ليلى: من المتحدث؟ ماهذا الصراخ!؟ 

خرجت ليلى من خيمتها، اذا هي ترى انور واحمد واقفان يتشاجران بالحديث، والعجلة الامامية للسيارة مفقودة

ليلى: بالله الساعة لم تصل الخامسة بعد، انها الخامسة إلا عشرين، أتستصعبون علينا النوم؟! 

انور: ليس شيء منطقي ان تختفي عجلة السيارة بدون فاعل!

احمد: لقد اقسمت لك انني لستُ انا، وحتى لماذا افعل هذا!؟ ماذا استفيد منه!؟ 

ليلى: هل فُقِدت عجلة السيارة الأمامية!؟ 

نـــعـــم.. احمد وانور يجيبانها

ليلى: هههههههه، نحنُ في غابة، والغابة مليئة بالحيوانات، هذا ليس شيئاً غريباً.. 

انور: لحسن حظكم، انني احضرت معي عجلات اخرى... وايضاً لقولكِ ان الوقت لازال باكراً، فنحن سننطلق بعد اقل من عشر دقائق، اوقظي اختك، ففطور الصباح اليوم يكون في السيارة

ليلى: حاضر سيدي!.. انسان اناني، هو يأمر ونحن ننفذ(تقولها بإستهزاء) 

احمد: صحيح، هيا اوقظيها ولِنُوضب الخِيَمْ، لقد حلمتُ حلماً مزعجاً اساساً.. 

... 

استيقظت تالا ووضبوا اغراضهم، وركبوا في السيارة وانطلقوا.. 

مشوا لساعتين تقريبا... 

تالا: احمد انظر لخريطتك، هل نقترب من مخرج الغابة!؟ 

احمد: اتوقع اننا اقتربنا من الكوخ.. 

لوهلة سقطَ فرع من شجرة امام الطريق، لكنه لم يمنعهم من المرور، واصلوا الطريق، اذا بهم يرون الكوخ وعجوز واقفة على الطريق.. وصفتها تالا أنها تبدو كبيرة قليلا في السن وطيبة القلب، حتى جفاف يدها كأنها جُفَتْ نتيجة عدم غسلهم.. 

ترفع العجوز يدها كأنها تريدهم ان يقفوا... 

خرج انور من السيارة متجهاً عند العجوز.. 

العجوز: مرحبا بكم يا ابنائي، ذلك الكوخ لي وبالتأكيد لقد مررتم بطريق طويل، وانا لا اقبل من يمر دون ان استقبله في منزلي.. 

انور: شكرا لكِ ايها العجوز، لكن للأسف طريقنا طويل لا نستطيع ان ندخل لمنزلك

العجوز: ماهذا الكلام، هل ترفض! اجمع من معك وتعالوا للمنزل استقبلكم، ولا اريد معارضة

اِتجه انور للسيارة وقال لأصدقائه.. 

انور: ليس لنا حل، انها صاحبة الكوخ وتريد إستقبالنا، ولا تريد معارضة، هيا لانكسر بخاطرها

تالا: تبدو عجوزة طيبة، هيا لندخل منها نرتاح ومنها لانكسر خاطرها

رافق الاصدقاء العجوز لكوخها..

إن بابها مثل ابواب الكوخ الذي كنتُ اتخيله عندما تحكي لي امي عن منزل الاقزام السبعة، لكن داخل منزلها... جدرانها لم تكن جميلة بقدر الباب.. لكن ماذا نريد ان نرى من عجوز تعيش لوحدها... مهلاً من تلك الفتاة الشقراء الجذابة!؟ التي تخرج من احد غرف الكوخ.. 

العجوز: هيا يا"كاتيا" رحِبِي بضيوفنا اليوم.. 

كاتيا: مرحباً بكم، انا كاتيا حفيدتها المدللة.. تفضلوا بالجلوس.. 

وهم جالسون في صالة الضيوف، لم تبعد كاتيا عيناها عن أنور، ظلت تناضره بدون اِنْقِطاع... 

العجوز: ايَّ قرية أتيتُم منها!؟

ليلى: أتينا من قرية "ليكاي"

العجوز: اهاا قرية التي تُدعى بالعائلة.. لكن ماذا تفعلون هنا!؟ 

ليلى: نحن في رحلة اصدقاء.. 

العجوز: رحلة!؟ اتعرفون اين انتم صحيح!؟ 

احمد: نعرف نعرف.. 

العجوز: لايوجد شيء مُسلي بعد هذه الغابة ليكن في علمكم.. 

انور: ماذا يوجد!؟ 

قاطعة تالا الحديث قائلة: كاتيا من فضلك اريني حمامكم اكرمكم الله.. 

كاتيا: بالطبع تفضلي اتبعيني.. 

... 

العجوز: أتأتون لغابات لاتعرفونها!؟ 

انور: إننا نعرف اين نسير لاتقلقي

العجوز: اا.اا، تعرفون غابة زيلان!؟ 

انور: نعم نعرفها، لماذا سألتِ؟! 

العجوز: عند خروجكم من هذه الغابة ستدخلون غابة "زيلان"، هي اخطر غابة، توجد حراس عند دخلوها

انور: أ لايوجد طريق آخر لِعُبُور غابة" زيلان"؟ 

العجوز: يوجد لكن طريق ضيق لا تستطيعون العُبُور بالسيارة.. 

احمد: اتوقع النفق الذي عني يضع عليه علامة صحيح خضراء.. 

انور: أريني الخريطة لحظةً.. لكن.. لماذا عمك يضع علامة إكس حمراء على الكوخ!؟ 

سمعت العجوز حديثهما.. 

ضحكت العجوز ثم قالت: نعم لقد كان حراس منطقة "زيلان" يبدأون من هنا الحراسة، فيُمْنع على الناس العُبُور... 

... العجوز مرة اخرى: حسنا سأجهز الحمام والغرف اذا تردون الاستراحة او النوم، ومن يريد الاستحمام، فليتفضل من فضلكم، لاتخجلوا.. 

.. أتت تالا وكاتيا.. 

كاتيا: انور او لا اعرف ما اسمك.. هل نتجول قليلاً في الحديقة الخلفية!؟ منه ترى الواد ومنه نتبادل الحديث

انور: حسنا لا مانع.. 

همست ليلى في اذن احمد بصوت خافت: نحن أصنام!؟ لماذا عرضت على انور فقط السير معها!؟ 

احمد: اششت اصمتي، الناس فتحوا لنا عُشَهم، انظري الى ماذا تتحدثين! 

ليلى: بالطبع لن ابقيها في داخلي.. 

العجوز: ليلى بإمكانك الاستحمام والنوم، لاتخجلي.. لا اريد اعتراض، كلكم ستستحمون وتستريحون.. 

ليلى: حاضر لن اعارضك، اريني الحمام من فضلك.. 

... 

.. انور وكاتيا يمشون في الواد.. 

كاتيا: انظر الى الاسماك.. إن منظرهم مريحٌ

انور: كثيراً.. 

نظرت كاتيا في عيناه.. 

كاتيا: من هم اولئك، زوجتك وإخوتك!؟ 

ضحك انور ثم رد: هل وجهي يبدو كبير!؟ ابلغ من العمر عشرين سنة فقط، زواج ماذا «ضََـــحِـــكَ» 

كاتيا: قلتُ يمكن ان تكون تِلك الفتاة ذات الخذين الأحمرين خطيبتك والآخر اخيك والصغيرة تلك أختك.. 

انور: تفكير ممتاز...«ضَـــحِــكَ» 

كاتيا: حسناً كفاك ضحكاً ههههه، إبقوا عندنا أكثر من يوم رجاءاً

انور: لدينا طريق بعيدة.. اردنا ان نبقى هذه الليلة فقط كي لانكسر بخاطر جدتك.. 

كاتيا: حسنا سأقول لها ان تقنعكم.. 

انور: لا نريد ان نُتْعِبَكُمْ.. 

... راقبتهم تالا لهم من النافذة لبضع دقائق ثم تقول لأحمد.. 

تالا: لم ارتاح لتِلْك الفتاة ابداً، اُنْظر كيف تضحك مع انور كأنها تعرفهُ

احمد: إنها معجبة بأنور.. 

... من المعجبة بأنور؟... 

تالا: متى خرجتي من الاستحمام، إن احمد يريد هو ايضا ان يستحم.. 

ليلى: حسنا بإمكانه الاستحمام.. لكن.. عن من كنتم تتحدثان قبل مجيئي.. 

تالا: كنت اتحدث عن رائحة الأكل التي تطبُخُها العجوز، قلت لأحمد كأنها معجبة بالطماطم، لذلك رائِحتها طاغية

... نظر احمد في تالا نظرة إستعجاب، ثم غادر لِلإستحمام.. 

....«صـــوْتُ ضَــحِــكْـــ».... 

ليلى: صوت أنور صحيح!؟ 

... دخل انور وكاتيا للكوخ وهم يضحكان.. 

كاتيا: حسنا سأتركك قليلاً مع أصدقائك وبائعة الورد.. 

ثم غادرت كاتيا.. 

ليلى: أنا ارى انه مزاجك متحسِن كثيرا، لم تترك شيئاً لم تتحدث عنهُ

أنور: نعم لقد تحسن مزاجي

ليلى: ما رأيك ان تحكي قصة حياتنا كلنا لكاتيا وجدتها

أنور: عساكِ لاتبالغين.. 

... مرت ساعة.. 

جلسوا كلهم في طاولة الغذاء.. 

احضرت كاتيا طبقاً خاصاً.. 

كاتياً: هذا طبق انور.. كنتَ قُلتَ لي أنك حساس في التوابل، لذلك انا وضعت لك التوابل.. تذوق واخبرني رأيك

ليلى بصوت خافت: اريد تذوق كبدكِ انتِ.. 

تالا بصوت خافت ترد على ليلى:  لا يعقل، اصبحتِ مثل مصاصي الدماء.. 

ليلى: لم تترك داخلي دماءً أصلاً

تالا: تناولي الأكل واصمتي.. 

انور: تسلم يداك إن ذوق السمك ولا أروع

كاتيا: شكراً، لكني وضعت التوابل فقط

انور: سلِمت يداكِ

ليلى بصوت خافت: كَسُرت يداكِ ‌

احمد: طبخك وطبخ ليلى في المرتبة الأولى حرفياً

أنور: لكن هذا يفوز

.. شعرت ليلى بشعور غريب.. 

أنور: لم يكذب من قال:«ألذ أكل تتذوقه مرة في العمر» 

كاتيا: من قال لك هذا آخر أكل؟... 

ليلى: صحة وعافية.. سأذهب للغرفة المقابلة.. سلمت يداكِ ايتها العجوز كثيراً

العجوز: اكملي الاكل، لم تبدأي بتناول السمك حتى

ليلى: انا اشعر بالغثيان، حقا لا استطيع تناول شيءً.. 

كاتيا: على الاقل تذوقي اطيب اكل، مثل قول انور، الاكل اللذيذ تتناولينه مرة في العمر.. 

ليلى: تركتُُهُ لكِ.. اا.ا أقصد تركت الطبق فوق الطاولة لعل احد يريد المزيد من ألذ سمك في الكوكب

ثم غادرت ليلى.. متجهة للغرفة المقابلة.. 

كاتيا: مابها تبدوا منزعجة!؟ 

تالا: للا لبست منزعجة، لديها حساسية من السمك قليلا حين تشم رائحة السمك تغثو معدتها ويتعكر مزاجها قليلاً

العجوز: لو قلتم لي قبل ذلك لأغير الطبخة.. 

تالا: لايهم عادي إنها ليست جائعة، كُنا قد اكلنا قبل مجيئِنا

العجوزة: حسنا حسنا 

.... مرت ساعات... حتى أشارت الساعة الحائطية، أن الساعة الخامسة زوالاً

جهزوا أنفسهم ليخرجون من المنزل، اذا بالعجوز وحفيدتها يتقدمون إليهم بإبتسامة.. 

كاتيا: جدتي لقد سمحت لي ان آتي معكم للرحلة

أحمد: لكن.. اا. اا

ليلى: لايعقل.. 

«تغيرت وجوههم» 

كاتيا: ألم تفرحون لمجيئي معكم!؟ 

انور: لا، لانريد إتعابك معنا 

كاتيا: سأحزن إن لم تأخدونني

العجوز: يوم عودتكم من الرحلة ترجعون مع بعض لأقوم بتوديعكم

ليلى: انا سأذهب للسيارة.. 

وهي تمشي ذاهبة للسيارة، تكلمت مع نفسها بنبرة غاضبة: دخلنا لكوخهم الصغيرة فقط حتى لانكسر بخاطر العجوز، انظر كيف تعلقت حفيدتها بصديقنا، ستخرب عملنا واستكشافاتنا، لكن لا اتوقع ان انور سيقبل بمجيئها، يعني ليس لهذا الحد، فإستكشافنا أهم من هذه الغريبة... 

ركبت في السيارة، حتى ترى الاصدقاء خرجوا من الكوه ومعهم كاتيا، 

قال انور بصوت عالي: ليلى، لسنا ذاهبون بالسيارة فالنفق، يجب المشي سيراً على الاقدام.. 

.. خرجت ليلى مُتأففة.. 

.... وهم يمشيان في النفق الضيق، واحداً وراء الآخر، لم تتوقف كاتيا عن الكلام والتحدث مع انور.. 

قالت ليلى لتالا: لقد إنتفخت من حديثها، اِنها لا تستطيع ان تُبْقِيَ بلعومها داخل فمها.. سأقطعه لها.. 

تالا: والله حتى انا إنتفخت من ضحكتها ومياعتها.. إنها تعامله كأنها تعرفه من قبل

ليلى: سنشعر بالملل وسيطول الطريق.. 

.... بعد نصف ساعة، خرجوا من النفق وهكدا قد تجاوزوا غابة زيلان.. 

انور: احمد اريني الخريطة لأرى مايوجد بعد

كاتيا: كيف تكون رحلتكم!؟لازلت لا اعرف موقعها.. وكيف تركتم اجمل الغابات لِتأتون إلى غابة زيلان ومابعدها..؟ رحلتكم غريبة..

صرخت عليها ليلى.. 

ليلى: لماذا اتيتِ اذا؟ كنتِ بقيتِ في كوخ جدتك كالمسك.. تطبخ لكِ وتتوانسينَ معها.. ماذا تريدين اكثر! 

كاتيا: كأنني ازعجتكم! 

ليلى: بكل صراحة نعم لقد ازعجتينا، طوال الطريق لم تبلعي حلقك.. ماهذا، هل بلعتِ مذياع خمسة ساعات!؟ 

.. إندهشت كاتيا من معاملة ليلى لها، لكنها تصنعت وارادت ان تحطمها وتدعس عليها بطريقتها الخاصة.. 

.. تجمعت الدموع في عينَّي كاتيا كاللؤلؤ ثم قالت: لم اعرف انكم تُسيئون معاملة من إحترمكم

ليلى: اعذريني لكنكِ نفختيني، وَصَلَتْ معي الى هذا القدر.. 

انور: كفى ليلى، لم يعجبني تصرفكِ

…بدأت دموع التماسيح تتساقط من عيناي كاتيا.. حتى ذهب انور واحمد عندها يُراضونها.. ثم اتى انور لعند ليلى... 

كانت أعين انور قد خبأهم اللون الاحمر الناتج عن الغضب... 

ويتكلم بغضب شديد.. لم يغضبه في حياته.. 

أنور: ستتقبلين هذا يا ليلى، من الآن فصاعداً اينما نذهب ستأتي معنا كاتيا، واذا رفضتي انظري هناك الغابة كبيرة، هاجري، اهربي، عودي للنفق، لايهمني، من يعامل ضيوفي هكدا، لن أعتبره موجودا، أهذا كله من اجل ان نستكشف براحة؟!،وأن نجد الفتى المفقود؟!إن توجبَ الامر وواصلتِ بأفعالك هاتهِ لن ابحث عن ايَّ فتى وسأغير وجهتنا في ايَّ لحظة اردتُها أنا... لقد كُنا دائما نُرْضيكِ، الآن حان دوركِ لِتُرْضينا.. 

ليلى: لكن... 

انور: إنتهى كلامي.. 

... لقد شعرتُ بِخللٍ في قلبي، لم اشعر به ابداً، كيفَ، صديق الطفولة، يكون السبب في حدوث خلل بقلبي!؟ لن أنْكُرَ أنني كُنٍُتُ أُحِبه، لقد كان كل شيءً لي، لن انسى فعلته هاتِه حتى وإن إعتذر مني... 

...شعرت بالصُداع.. 

تالا: ليلى ليلى ليلى هل تسمعيني!؟

...كأنني في حلم اسمع الاصوات بصوت خافِت... 

تالا: ليلى! سيُغمى عليك، توازنيي

ليلى: حسنا حسنا لقد توازنت ليس بي شيء

... لقد رآني انور لكن لم يتحرك جُفْنُهُ من اجلي... 

واصلت المشي مع تالا.. سَلُمَ من قال:«لن يدوم لك إلا اخوتك» ففي الأخير سيبقى معك من يحبك ليس من تحب... 

... واصلوا المشي.. 

احمد: الخريطة تدل على اننا سنقترب من اصغر غابة"مينيدا"

انور: بعدها ماذا يوجد؟! 

احمد: اظن ان بعد غابة "مينيدا" مملكة "فولاندور" 

انور: يعني احتمال ان يتواجد هناك الفتى المفقود

كاتيا: لقد تعبت، هل بإمكاننا الاستراحة قليلاً!؟ 

انور: نعم نعم، سنرتاح هنا لرُبْعِ ساعة ثم ننام في مكان ما هنا... 

احمد: انه وقت العشاء، سأُحْضِرْ الأكل.. 

... 

جلس كل من كاتيا واحمد وانور على جنب وليلى وتالا في الطرف المقابل..

... السماء سوداء والظلام دامس لايُرى شيئ، إلا النجوم... 

... لم يكن معهم أكثر من خَيمتين.. 

تالا: احمد وانور سينامان في الخيمة المجاورة بيننا نحن ستنام معنا تِلْكَ الفتاة.. 

ليلى: أمُوت خيراً من أن أنام معها... 

.. احمد قادم.. 

احمد: اعذريني ليلى لكن حتى لا تُفْتَعَل مُشْكِلة، تحملوا ان تنام كاتيا معكم

ليلى: انا لن أنام في الخيمة أساساً.. 

احمد: حسنا كما تريدين.. 

~~~تعرِفون الرعد والبرق؟ لقد حدث ذلك في قلبي~~~فأنا لستُ سعيدةً ولا حزينةً، إنني في اصعب مرحلة حيث لا اشعر بشيءٍ ابداً... 

.. مرت نِصْفُ ساعة، لم تتحمل ليلى النوم خارجاً، خوفاً من الذئاب لأن اصواتهم كانت تُسْمَع في الليل.. 

.. أنور لم يستطيع النوم بسبب التفكير العميق.. 

... قد أعجبتني تفاصيل وجهِها، كلامها سُكر، أحاديثُها مُشَوِقة، لقد وقعتُ في حُبِها.. 

~~~الموت البطيء يكون عندما تنام بعد بكاء شديد~~~

... استيقظوا في الصباح الباكر، جلسوا تحت جدع الأشجار يفطرون فطور الصباح الذي تعِدهُ ليلى.. 

تتكلم كاتيا بكل سُخرية وثقة.. 

كاتيا: إن هذا الكعك وكأنه جِيفة، ينقصه الكثير من المقادير

رد انور ماشياً معها في الخط وبكل استهزاء

انور: علميهم طريقة طبخ الكعك فمِنْهُم من لايعرف

ليلى: طَبَختهم أنا وسآكُلُهم انا، فَسَلاماً على مَن لم يَعجبهُ كعكي فليأكل التُراب لَعَله يَعود لِطَبِيعَته.. 

انور: اصبحتُ أُفَضِلَ أن آكل التراب، صديقتي ليلى التي اعرِفُها والتي تُقَدِرَ الضُيوف تركناها في "ليكاي".. لم تعد موجودة

ليلى: أنتَ مَن تغيرت كأنك سُحِرْت، اصحبتَ لا تُطيق ولا تُطاق،لقد قُلتَ لي كلاما ثقيلاً البارحة، ولم تهتم ابدا

انور: لماذا اهتم لقظ كُنْتِ مِثل المَثل الذي يَقول«مِنْهُ قوية ومِنْهُ مُذْنِبَة» 

ليلى: أسفي عليك، بين ليلة وضُحاها تغيرت.. 

أحمد: مابكم، مالذي جرى بينكما! هل تعرِفون انكما تتشاجران على اسباب تافهة جدا! 

تالا: انتَ تراها تافهة لكنها ليست كذلك، انا لا اقبلها لأُختي، شِِئْت‌ أم أبَيْتَ.. 

كاتيا: لا تتشاجران بسببي، هيا نواصل مَشينا

... 

واصلا السير حتى خرجا من غابة" مينيدا"

~~~~من جَبَرَ بِخاطِر شخص مرة جبرهُ الله ألفِ مرة~~~~

احمد: الآن سنَدْخُل لمملكة "فولاندور"، لكن هذهِ المرة، من الصعب النجاة

أنور: لماذا!؟ 

أحمد: لأن حراس المملكة يمشون وفقاً لنظام الملك، لو يرون احدا سيأخدونه لمملكة يُحْتَجَزْ... 

أنور: حسنا هنا سأُجهِزُ السُيوف.. 

.. بينما يجهز انور السُيوف، لمحت ليلى حِصانا أبيضاً اللون، إقتربت من الحصان الذي كان يَبْعُد عن الجماعة ب 40مترا،لكن لسوء الحظ الحِصان لم يكن لوحده بل كان هناك الأمير وحُراسُه، فور رؤية الحراس ليلى، ضربوها لِيُغْمى عليها ليأخدوها للمملكة.. تالا لمحت اُختها وهم يأخدونها، لكن لم تستطيع هي واصدقاؤها مُساعدتها... 

~~~لاتُـــحِــبُــونَ شَــيْــاً وََهُـــوَ خَــيْــرًا لَــكُـــم~~~

إنفعلت تالا بشكل كبير، صارت تَرْعش وتصرخ وتبكي.. 

تالا: دائما، ليلى انتِ المشكلة انتِ انتِ، لقد خسرناها ولم نستطيع فعل شيء، ماهذا!؟، هل انا اخت!؟ هل انتم اصدقاء!؟انا سأذهب الى المملكة بأي ثمنٍ كان، حتى لو كان الثمنَ حياتي... 

أحمد: إهدئي، سنذهب معا، لدينا السيوف، لاتقلقي.. 

خشت كاتيا من ان تخسر حياتها هي أيضاً، فقالت.. 

كاتيا: اريد الرجوع للمنزل من فضلكم.. 

انفعلت تالا عليها بغضب.. 

تالا: انظروا لكلامها.. اختي لا نعرف مصيرها ايجابي او سلبي، انتي تُريدين العودة للمنزل!؟ فتاة غبية

أنور: تالا يكفي

تالا: ماذا يكفي؟ أتريدُ ان تَتَفرعن علينا!؟ وتأمرنا ونُنَفذ؟ اِذ تريدُ أن تَحْكُمَ فأحكم في سروالك.. 

.. غادرت تالا المجموعة وأكملت سيرها راكضةً لتَصل اسرع إلى أختها.. 

~~~الصداقة هي الخوف على أحبائنا من كل ضرر، ليس البقاء ساكناً في مكانٍ واحد~~~

... فتحت ليلى عيناها، اذا بها ترى نفسها في غرفة مليئة بالجثث، وكانت ليلى مربوطة الأيدي والفم، تحاول الصراخ بأعلى صوت... حتى جاء احد الحراس، ونزع اللاصق الذي كان على فَمِها.. 

ليلى: لماذا أنا هنا!؟ 

الحارس: اذا توافقين ستعملين خادمة في القصر، خاصةً غرفة الأمير ومكتبه، واذا ترفضين، سَتَنْضَمين، الى هؤلاء الجثث

ليلى: والله كنتُ ابحث عن شخص وكنت سأعبر من المملكة فقط ولم تكن عندي نية سيئة

الحارس: أتوافقين أم ترفضين!؟ 

ليلى: الا يوجد خيار التحرر!؟ 

الحارس: لا ياصغيرة لايوجد خيار آخر، ولديكي مهلة دقيقتين لإختيار مصيرك، هياا... 

ليلى: حسنا اقبل ان اكون خادمة.. 

الحارس: ممتاز، سآخدك لغرفة الآنسة "ميا" ستُريكِ عملكِ، اهاا لاتنسين.. اذا قُمْتي بعمل لايرضى بِه الامير، نهايتك مثل تِلكَ الجثث.. 

ليلى: حسنا، لقد فهمت، لكن اريد سؤالك.. 

الحارس: إسرعي ليس لدي وقت.. 

ليلى: ماهي المنطقة المتواجدة بعد هذه المملكة!؟ 

الحارس: هذه المنطقة الأخيرة.. 

ليلى:ككيف!؟ ألا توجد منطقة أخرى!؟ 

الحارس: قُلْتُ لكِ هذه المنطقة الأخيرة... 

... دخلت الآنسة "ميا" لِعِنْدِ ليلى.. 

الآنسة ميا: هيا تحركي لأُريكي عملك..

.. دخلت ليلى مع الآنسة مميا إلى القصرِ لِتُريها عملها.. 

.. لقد كان القصر أكبر مِما تخيلت ويحتوي على أكثر من ثلاثة طوابق وأزيد من عشرين غرفة، لم أستطيع عدهم كُلهم..« تحدثت ليلى مع نفسها».. 

... بعدها دخلت الآنسة ميا مع ليلى إلي غرفة.. كنت جدرانها طويلة والغرفة تُعادل بيتنا كله في المِساحة.. 

الآنسة ميا: هذه غرفة الأمير، ستُنَظِفينها كل يوم، وتُرَتبين مكتبه.. 

ليلى: هل أنظف غبار الرفوف!؟ إنه مُرْتفع.. 

الآنسة ميا: بإمكانك إستخدام السلم.. وايضا لانريد مشاكل.. واذا لم يرضى الأمير، لا اضمن لك حياتك.. 

ليلى: ألا يوجد خادمات أخريات!؟ 

الآنسة ميا: يوجد ولكنهم مَعْنِيون بالصالات واماكن اخرى في القصر، واذا تقصدين لايوجد خادمات في غرفة الامير.. فكل من اشتغلوا هنا لقد رأيتيهم.. 

ليلى: رأيتهم!؟ اين؟متى؟

الآنسة ميا :عندما كنتِ في الغرفة مسجونة

ليلى:لم يكن هناك سوى الحارس!..

الآنسة ميا: أأنت متأكدة انه لم يكن اي احد هناك!؟

ليلى: الحارس فقط..و.. الجثث

الآنسة ميا: نعم انهم الجثث

ليلى: يعني تقصدين انهم قُتِلوا

الآنسة ميا: هيا لا تشغلينني بالحديث.. ايضا لا تبقي في الغرفة بعد الساعة السابعة مساءاً... هيا ابدأي الآن.. 

.. بعد خروج الآنسة ميا توجهت استكشف مكتبه.. لقد كان هناك كُتب واشياء كثيرة.. اعرف انني لا يحق لي التجول والاستكشاف.. لكن انا فضولية كثيراً.. إنها الساعة السادسة.. الوقت ليس متأخر.. مالمشكلة اذا نمتُ قليلا على الفراش الضخم نصف ساعة.. 

.. جسلت ليلى في السرير، كان مريح بالنسبة لها فغف في النوم أكثر من نصف ساعة... 

واذا بالأمير "ساركان"  يدخل لغرفته واذا به يراها نائمة فوق سريره كأنه سريرها، دق على طاولة المكتب لِتستيقظ.. 

... فتحت عيناها.. واذا بها ترى الامير الوسيم.. حتى تخيلته انور.. 

ليلى: انور هذا انت؟.. 

الأمير ساركان: نوم العوافي.. ماشأني بأنور هذا! ماهذه الوقاحة والجرأة؟ كل الخادمات طُرِدوا بسبب اعمالهم الناقصة لكن لم تتجرأ خادمة على النوم هكدا في سريري.. بالتأكيد انتِ لستِ من المملكة، لا تعرفين قواعدنا.. 

ليلى: وما الخطب اذا غفوت قليلا!؟ نعم لقد أصَبْتَ إنني لست من هنا ولحسن حظي لستُ من هنا.. هل النساء تُعينوهم كخادمات فقط!؟ 

الأمير: وتتجرأين في الحديث معي ايضا!

ليلى: هل سأخاف من قتلكَ لي!؟ أنا ميتة اساساً، لن اخسر شيئ

الأمير: لماذا اتيتِ الى هنا اذا انتِ لستِ من هنا... ما شأني.. 

... فنادى الامير الحارس ليأخد ليلى لسجن القصر... 

ليلى: لأجيب عن سؤالك.. انا من قرية ليكاي وكنت مع اصدقائي نبحث عن فتى فُقِد اقصد إخْتُطِفَ قبل سنوات.. إلى ان اخدوني أحْمِرَتِك.. اقصد حراسك.. 

الامير: اا.ا قرية ليكاي.. فتى مُخْتَطِف...؟ 

... صمت قليلا الامير ونظر في عينيها الحادتين ثم قال.. 

-خدوها لغرفة مع الآنسة ميا وحذروها ان تتأخر في الغرفة مرة اخرى-«قال الامير ساركان» 

.... اُخِدت ليلى لغرفة الانسة ميا،... 

                   ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

...في اليوم الموالي لازال انور واحمد وتالا وكاتيا في الطريق وقد نفذ منهم الأكل... حتى قابلهم بُستاني... 

البستاني: عجباً يا اولادي هل تحتاجون مساعدة!؟ 

انور: لقد نفذ مننا الاكل وأمامنا طريق طويل.. 

البستاني: تفضلوا سأرحب بكم اليوم انتم ضيوفي.. 

- عسى ان تكون له إبنة او حفيدة تُعْجَبَ بأحمد، لأسقط على رأسها مثل البرق..-«تالا فِي قَرَارَةِ نَفْسِهَا» 

كاتيا: هل بإمكاني الذهاب إلى المِغْسَلة؟

البستاني: تفضلي إنه من الطرف الأيمن.. 

... ذهبت كاتيا للمغسلة.. فسأل احمد البستاني عن سبب علامة اكس الحمراء التي وُضِعت في الخريطة (موقع الكوخ ومملكة فولاندور).. 

الستاني: إنها علامة توضع في الأماكن التي لايجب عليك ان تمر بجانبها حَتَّى

احمد: فلماذا وُضِعت في موقع الكوخ!؟ 

البستانيّ: أيَّ كوخ؟!  أتقصد جُحْر الساحرة!؟ 

..-ساحرة؟!-أنور و احمد وتالا في زمنٍ واحد

البستاني: نعم عند مخرج الغابة الكبيرة يوجد جُحْرِها

احمد: قَلِلْ من صوتك بحفيدتها معنا.. 

انور: لاتتغابى انهم عائلة كالمسك، طيبة وعفيفة.. 

تالا: لقد رأيت حين ذهابي لحمامهم أشياء غريبة، شمع، كتابات غريية، إبر.. لم افهمهم، لكن الآن إتضح.. 

احمد: كيف نتخلص من حفيدتها الآن!؟ 

انور: هل انتم جادون!؟ لايمكنكم فعل شيء، فأنا لا اسمع لكم، لا اصدق اي شيء تقوله ايها البستاني فليكن في عِلمك

البستاني:  لقد اِعتقدت انك الضحية، والآن تأكدت.. 

تالا: ضحية ماذا؟! 

البستانيّ: لقد فُعِل له السحر، والدليل انه تعلق بهم.. 

احمد: لكن انا بخير لم يحدث لي شيئا.. 

تالا: وانا كذلك.. 

البستانيّ: يمكن انها استهدفت انور فقط.. 

... خرجت كاتيا من المغسلة وسمعت كل حديثهما.. 

كاتيا: ايها البستاني لن اسماحك عن إفترائك! كيف جدتي ساحرة! لقد بالغت فليكن في علمك

البستاني: اخرجي من منزلي لا اريد حفيدة ساحرة في منزلي.. 

انور: كنا سنخرج اساساً.. لست مضطرا لطردنا

البستاني: لم اطردكم كلكم... حفيدة الساحرة فقط.. 

... خرج انور واصدقائه وكاتيا من منزل البستاني ولم يصدق انور شيئا من كلام البستاني عكس تالا واحمد اللذان صدقان لكن لم يظهران شعورهم... اكملوا الطريق جائعين مُتعبين.. ليس معهم إلا قارورات المياه والاكل الذي نفد لكن يستطيعون تدبير امورهم ليومين كحد اقصى.. 

                             ~~~~~~~~~~~~~~~~

... مرت الساعات واذا بليلى تُنظف مكتبه فتجد سيفاً يُشبه السيف الذي اهداه انور لأحمد.. ثم تتذكر ماقال الفتى في حفلة عيد ميااد احمد...-ألم يقل الفتى ذاك، انه الفتى المفقود كان لديه من نفس السيف الذي قُدِمَ لأحمد-«كلام داخلي لِليلى-

... لقد عرفت عصابة النار هي مملكة "فولاندور"، فبالتأكيد قتلوا الفتى واخدوا سيفه ياللعار.. سأبحث عن دليل آخر يمكن ان يوصلني الى الفتى او جثته.. 

.... صعدت ليلى الى السلم لتبحث في الرفوف العلية عن معلومات... استغرقت اكثر من عشرة دقائق،... فدخل  ساركان لغرفته ثم يتجه الى مكتبه...(وكل هذا دون ان تراه ليلى لأنه كان خلفها).. فقال بصوت غاضب: ألم تستحي!؟ 💢

... ليلى من الفزعة تسقط من السلم، لكن لحسن حظها كان ساركان سريعاً في الحركة، فلقد سقطت بين يداه... 

... العين بالعين.. عيناه العسليتان الحادتان... استمرت نظراتهم ببعض اكثر من دقيقة.. ثم... تركها تسقط.. 

ليلى: ايها الغبي لماذا تصرخ؟ لقد اخفتني!؟ 

ساركان: يجب عليك الخوف اساساً كيف هذا لم تخرجي قبل مجيئي، هل سأعيد الكلام كل مرة، لكن لا، يجب علينا ان نقطع رأسك من اول خطأ.. 

.. ققاطعته ليلى بدون استأذان... 

ليلى: ماعلاقتك بعصابة النار!!!؟؟؟ 

ساركان: ماذا؟  لماذا سألتي!؟ 

ليلى: لقد كشفتكم انتم عصابة النار ولقد إختطفتم الفتى، والدليل سيفه الموجود في خزانتك.. 

ساركان: ومن اين لكِ ان تعرفي سيفه! 

ليلى: اعرف فسحب.. 

صرخ ساركان في وجهها.. 

ساركان: لاعلاقة لي بأي شيء، اخرجي من الغرفة، هيا الآن، ولن تعودي لتنظيف غرفتي فليستْ لكِ فرصة هذه المرة... 

.... اخد الحراس ليلى الى غرفة الآنسة ميا ليعدموها صباح اليوم الموالي.. 

                  ~~~~~~~~~~~~~~~~

-لقد وصلنا يوهووو أخيرااا-«تالا تقول بفرح» 

.... لقد وصلوا إلى سكان مملكة "فولاندور"، واِستضافوهم السكان هناك.. 

.. لقد كانوا متعبون... فناموا فور دخولهم لمنزل احد من سكان المملكة... 

بعد نومهم الذي دام ثلاثة ساعات ونصف، استيقظوا.. 

خرج احمد الذي فاق اولهم الى المملكة ليتماشى، سمع الناس يتحدثون.. 

-انها خادمة غريبة، قالوا انها من قرية ليكاي وعند خطأها الاول، سُنِحَتْ لها الفرصة، فلم تلتزم بالقوانين، سَتُعْدم-«جماعة من المتحدثون» 

احمد: ماذا؟ قرية ليكاي! هل تعرفون اسم الخادمة او اين تتواجد؟ 

-لانعرف اسمها أما لِمكانها فكل الخادمات يبقون في الجزء السفلي من القصر عند غرفة الانسة ميا-«احد السكان المتحدث» 

احمد: هل يوجد حراس هناك؟ 

-لايوجد، اساساً الكُل يخاف من الاقتراب من القصر بحد ذاته فلماذا الحراس سيقِفون!، داخل القصر مُتواجدون الحراس وامام باب القصر فقط...«جماعة متحدثون» 

... رجع احمد ركض الى اصدقائه واخبرهم بما سمعه.. ومن المحتمل ان تكون تلكَ الخادمة هي ليلى... 

تالا: حسنا الآن سنذهب لنُُهربها، لاننتظر حتى الليل.. 

انور: حسنا.. كاتيا انتِ ابقي هنا خشيةً من أن يُصيبك مكروه.. فأنتِ أمانة، وعند هروبنا سآتي لأخدكِ

كاتيا:حسنا لا تقلق، سأبقى هنا.. 

.. ذهب كل من احمد وانور وتالا الى المكان المطلوب لتهريب ليلى، لكن... كاتيا اِتجهت للقصر لكي تُبْلِغُهم عن التهريب، فهي لم تكن تتمنى رجوع ليلى.. 

.. بينما دخلت تالا من باب غرفة الآنسة ميا وجدت ليلى... 

~~إن فُراق الأختان كَفُراق القلب عن الجسد.. ~~~

لقد طال الوقت وتالا تحضنها.. 

احمد: هيا اسرعوا لنخرج من هذه المملكة كلها.. 

ليلى: حسناً هيا

انور: احمد وتالا سيُخرجانك من المملكة وانا سأحضر كاتيا معي ونلتقي أما مخرج المملكة  .. 

احمد: إتفقنا.. هياً.. هياً.. هياً

... بينما يركضان في الخروج من المملكة.. يصل الخبر للأمير ساركان، فيخرج هو وحراسه بأحصنتهم لِقتل ليلى أينما وُجِدت.. 

.... بعد جريهم قد خرجوا من المملكة قبل ان يأتي انور وكاتيا.. لكن..  لقد أتى الامير وأحمرتهِ مِثْلما تقول ليلى... 

... توقفت ليلى ومن معها من الجري.. 

... نزل ساركان من الحصان وحُراسهِ ايضا..

وجه تالا واحمد يتسايلان عرقاً وخوفاً.. 

ساركان: ألم تقولي أنكِ لا تخافين من الموت!؟ فلِماذا تهربين.. ومن هؤلاء اساساً.. 

ليلى: أنا لا اهرب لأنني خائفة من الموت

ساركان: اقبِض عليها وحتى من معها.. 

تالا: لا نسمح لك بلمس اختي ايها المتكبر.. 

... لم يكترث احد لكلام تالا،... لكن قبل ان يقبض الحارس على ليلى.. قد اغمي عليها.. والسبب مجهول.. 

... تحولت وجوه الخائف إلى اندهاشاً.. 

احمد: ل. ل. ليلى.. مابكِ

ساركان: ألمَستوها!!؟ 

الحراس: لا ياسيدي لقد أغمي عليها قبل ان أقبض عليها

... تجمعت أعين اختها بغضب شديد، إنهارت ونسيت انها تتحدث مع الامير

تالا: اختي تعاني من امراض الصرع والصداع..اذا تعرضت لأقل ضرر،اقسم لك أنني لايهمني مصيري، فسَأغْرِسُ سِكيناً في قلبك، ولن يستطيع احد اِفلاتك مني..

...كان ساركان قلِق قليلا على ليلى،وكان يظهر عليه هذا قليلا..قد لاحظه حُراسه

....اخد الامير بِليلى الى القصر لِتُعالج واصدقائها لغرفة مُقْفَلة..

...ألم ينتابكم الفضول حول مكان انور وكاتيا!؟ قد وضعت له منوم في مشروبه..فنامَ، لذلك لم يصل ابداً بإصدقائه...

... طوال معالجة ليلى، لم يبتعد ساركان من فوق رأسها... 

... هاهي تفتح عيناها البارزتان،  التي رَاعَتْ الأمير.. 

لَكِنه فور ان فتحت عيناها، قد إختفى..

...لكن ليلى بعد ان إستراحت..سألت الممرضة عن الامير ساركان،لأنها لازالت تشكُ انهُ من تحد اعضاء عصابة"النار"، فأحابتها الممرضة بِدهشةٍ: ألاتعرِفين ماضي الأمير ساركان!؟ ان الملك "كوروزاد" تبناه عندما كان يبلغ من العمر خمسة سنوات ، لأنه وُجِد في احد غابات زيلان، كان سيُعْدَم، لكن الملكة زوجة الملك "كوروزاد" أعجبها الفتى فأرادت ان تتبناه ويُصْبِح ابنها.. 

.... بعد كلام الممرضة تغيرت وجهة نظر ليلى فَخَمَنَتْ انه هو الفتى المفقود الذي أرادوا ان يَجِدوه... 

... فتبين ان رِحلتهم فاشلة، فمن هذا الذي يستطيع ترك المملكة والقصر والثراء والرجوع للقرية.. فهذا شبه مستحيل... 

~~~لَـــقَـــدْ تَــوَ قَــفْــنَــا فِـي هَــذِهِ الـــمَــنْـــطِـــقَــة الــأخِـــيْـــرَة~~~ هــل سَــنَــعــودَ لِــقَــرْيَــتِــنَــا!؟ ~~~

... غادرت ليلى من الغرفة التي كانت تتواجد بها.. فأخبرها الحارس الذي كان يقف امام الباب.. 

الحارس: لقد طلب الامير منكِ الرجوع لقريتك أو اين كنتِ تعيشين وان تحمدي ربك ليلاً ونهاراً على حياتكِ التي لم تفْقديها.. 

ليلى: بالتأكيد لن ابقى هنا.. لكن.. اين اصدقائي!؟ 

الحارس: لقد طُُلِقَ سراحهم.. إنهم امام باب القصر

... خرجت ليلى واِلتقت بأصدقائها.. وقد تساءلت عن أنور، حتى اخبروها انه كان سيجلب كاتيا للهروب معاً كلنا.. 

... وبينما هم يتماشون بين السُكان، كانوا يُناظرونها مندهشين، كيف قد خرجت سالمة.. 

حتى وصلوا الى المنزل احد السكان الذي تم استقبالهم فيه.. 

.. فدخلوا ووجدوا انور نائماً وكاتيا تعدُ لهُ الحساء، اِتجهت ليلى الى احد الغرف فور دخولها للمنزل... 

.... 

قد جاء الليل، و الأمير ساركان في طاولة العشاء الملكية يتناول العشاء مع عائلته، حتى بدأ أبيه الملك "كوروزاد"  حديثه: 

الملك كوروزاد: سَنَنْظَمَ إلى مسابقة الممالك، وربما هذا العام نُتَوَج بأفضل مملكة من حيث القوة والعائلة.. لكن.. يوجد مشكلة صغيرة.. 

الملكة كاترينا: مالمشكلة؟.. 

الملك: يجب ان يكون الأمير متزوجاً لِتكون العائلة الملكية أكبر قليلاً

الملكة:ساركان ليس كبير في العمر إنه خمس وعشرين سنة..

الملك: خمس وعشرين سنة ليس بِكَبير! 

الملكة: نعم يَضَلُ دائِماً صغِيراً في عيني.. المهم سأتواصل مع اختي لنخطب لساركان ابنة خالته

ساركان: لة تبقى هي الوحيدة في العالم لا اتزوجها.. 

الملك: حسناً سأجلب الجاريات غذاً وأنت اختار اجملهم وافضلهم.. 

ساركان: لن اتزوج فتاة لا احبها.. كم من مرة قد قُلتُ لكم هذا الكلام!

نَهَضَ ساركان من طاولة العشاء الملكية وصعد إلى السطح عاليا ليستنشق الهواء... واثناء هذه اللحظات، خرجت ليلى من المنزل بعد نوم الجميع مُتجهةً لِلْقصرِ، لِتُشْبع فضولها وتُخبر الامير انه من الممكن ان يكون هو الفتى الذي فُقِدَ قبل سنوات.. لكن حُراس القصر لم يُدْخِلونها.. وساركان يرى كل شيءٍ من الأعلى.. 

... 

الحارس: ألم نُخبرك ان ترجعين لعُشِكِ،... لاتُجبريننا على قتلكِ.. 

لبلى: سأتكلم مع الامير كلمتين واذهب لستُ هنا طويلاً

الحارس: ممنوع، هي غادري الآن.. 

تُبْعِدَ ليلى الحراس وتُحاول ان تدفع باب القصر الثقيل.. لكن الحارس يضطرُ لِضَرْبِها كف، فيأتي الملك بسببِ الضجيج ليرى مايوجد.. 

الملك: ماهذا الصراخ ماذا يوجد.. 

الحارس: هذه الفتاة تخلق المشاكل، لقد اخبرتها انها عليها المغادرة لكنها لاتفهم بالكلام

الملك: أطردوا هذه التافهة، واذا قاومت أقتلوها.. اقسم انني سأدفنكم اذا، رجعت مجددا بسبب ضجيجكم.. 

ليلى: انا سأغادر اساساً فقط اريد ان اتحدث مع الامير كلمتان واغادر.. هياااا

الملك: لاترفعي صوتك علي واحترميني وإلا جعلتك أكلاً لِكِلابي

... ترفع ليلى صوتها اكثر ثم تجيبه: انتم تُفْلِحون فقط في ان تجعلون الآدمية عبدة عندكم واكل لكلابكم.. اساساً انتم الكلاب شخصياً، لا تحتاجون لكلاب

.. كلام ليلى شدَ غضبُ الملك.. فرفع يدهُ ليضربها كفٍ، حتى جاء الامير ومَسَكَ يدهُ حتى لايضربها.. ثم يقول..-هذه الفتاة التي سأتزوجها، لا يَحِقُ لكُم معاملتها هكدا! وسأطردكم جميعاً 

صَمَتَ الجميعُ مُنْدَهِشِينَ...خاصةً ليلى لم تستطيع نطق حرف..

مَسَكَ الامير يد ليلى وذهب بها إلى الحديقة،.. قد ظَنَتْ ليلى انهُ جادٍ ويعشقها.. لكن عند وصولهم للحديقة الخلفية... ضغط ساركان على يد ليلى بغضبٍ ثم يقول لها: ماذا تفعلين هنا!؟أبي كان سيُقطكِ إرباً إرباً، لقد انقدت حياتك، واساساً، ماءا تفعلين هنا!؟ 

ليلى: كُنْتُ سأخبرك شيئا مهما لكن... 

ساركان: لكن ماذا؟ ماذا؟ ما الشيء المهم الذي تودين قوله لي هل يوجد شيئا مهم بيني وبينك يمكنك قوله؟! 

ليلى: لقد عرفت انك متبني عندما كان عمرك خمسه سنوات وانك من قرية "ليكاي" فَمِن الممكن ان تكون هو الفتى الذي نبحثُ عنه

ساركان: لستُ هو وكُفِي عن الحديث عن الفتى المفقود ذاك.. 

ليلى: حسنا إنَكَ تقول انكَ لستَ الفتى المفقود لكن هل يمكنكَ ان توضحَ لي سببَ قولكَ انكَ تتزوج بي لابيكَ؟ 

ساركان: اعدكِ انني انا الذي سأبحث عن ذلك الفتى الذي تبحثين عنه لكن اِن قبلتِ الزواج بي لانني اريد التخلص من ابنه خالتي التي امي تريد تزويجها لي فقط

....  لم تقبل ليلى الزواج به لكن بعد  مُحَاولاتِه العديده قد قبلت فقط من اجل ان تَجِدَ الفتى المفقود.. وسيكون زواجهُم على الورق فقط لا بالحقيقه، لكنها ستعيش معه في القصر... وأنهم سيُوَقِعون صباح الغد.. 

.... 

... مر الصباح ولم تخبر ليلى احد، فذهبت الى القصر ووقعت على ورقة الزواج... فثُمَ دخلت لغرفة الامير الذي هو الآن زوجها، فإنتضرته في الغرفة... حتى دخلت امه.. 

الملكة كاتيا: اسمعي كيف سرقتي قلب ابني الذي ابدا لم يحب في حياته.. 

.. ضحكت ليلى ضحكة خفيفة ثم اجابت

ليلى: لا اعرف انه القدر فقط ربما

.. لم يطيل حديثهما حتى دخل الامير الى الغرفة.. واراد ان يتحدث مع امه بشكل خاص.. فغادرت ليلى الغرفة.. 

...... 

انور واحمد واختها تالا لا يعرفون شيئا لكن كاتيا تعلم بكل شيء لأنها دائما تترقب ليلى من النافذه عند دخولها وخروجها من البيت وماذا تفعل ومتى تأتي ومتى تخرج... فأرادت ان تُحدِثَ مشكله، فأخبرت اختها تالا واحمد وانور عن زواج اختها ليلى فغضب الكل فذهب الى القصر ليتحدث معها لكنها رفضت ان تتحدث واخبرت تالا فقط عن طريق الحارس انها مُجبره ولا للزواج عودة فاذا ستعود، ستعود مع الفتى المفقود وتنفصل من ززوجه،وتَرَجت من اختها ان ترجع للقرية مع احمد وانور ولا تخاف على ليلى... 

.... احمد وانور بدون تردد ارادا الرُجوع للقريه فتالا لم تحدث مشكله او تقطع طريقهما فذهبت معهم لان اختها اوصتها هذا ايضا

.... 

بعد ساعات وهم في الطريق، قالت كاتيا لانور ان هو ايضا يخطئ هذه الخطوه ويتزوجها لكن تالا واحمد لايثِقون بكاتيا بعد ان سمعوا كلام البُسْتاني... فعند رجوعهم مروا على منزل البستاني، فدخلت تالا فقط للمنزل، بحكم انها ستشرب الماء وتدخل دورة المياه لكنها، تحدثت مع البستاني ليخبرها كيف تُبْطِلَ السحر... كان يوجد حلاً واحداً وهو ان تُحْرقَ جُثة كاتيا... تالا لم تتردد في فعلها... فور خروجها من المنزل، اشعلت النار وحرقتها.. وكل هذا حدث بسرعة دون القدرة على تدخل احمد او انور، عند احتراق كاتيا، كأن انور رجع لِطبيعته وفُكَ السحر، رجعوا الى القرية وكل هذا الطريق استغرق منهم ثلاثة ايام في الطريق... 

... 

وفي تلك ثلاثه ايام كانت ليلى دائما تُخْبر ساركان عن الفتى المفقود وهو يقول لها انني سأجده سأجده سأجده لا تجبرينني اكثر وكان يُهْمِلُها، مرةً تتغدى ومرةً لا، مرةً تنام في السرير ومرةً في الارض حتى... مَرضتْ، وام تستطيع التحرك، وكانت جداً متعبة.. الزكام.. الحمى.. ضيق التنفس.. وهي اساساً مريضة بِالصَرع... وكانت حالتها مُزْرية.. كانت مُتَسَطِحة في السرير كالميتة.. أحضر ساركان طبيب العائلة الملكية.. فكان يُعالجها.. لكن الطبيب اخبرهم انه حالتها خطيرة، فَسَيسْتَعِدون لأي خبرٍ.. 

توترت العائلة الملكية.. وحتى الملكة كاترينا..... صحيح لم اُخْبِرُكُم ان الملكة أحبت ليلى كثيرا.. فلذلك خافت عليها... 

.... وفي هذه الاثناء.. في قرية"ليكاي"عرف جميعهم ان ليلى تزوجت بالأمير ساركان لمملكة "فولاندور".. 

لكن تالا تعُد الأيام والساعات وتنتظر اختها.. لأن ليلى تَفي بالوعد الذي تُقَدِمُه... 

... 

.. بقيت ليلى على ذلك الحال لِمُدة يومين... حتى جاء خبر جعل ساركان يبكي... 

... إن ليلى... شُفِيَت... نعم لقد بكى ساركان لأنه كان يعشقها لكنه لم يُبَينَ هذا ابدا، وعشقه بدأ من اليوم الذي وقعت وحملها على يديه.. 

... بعد ان إرتاحت ليلى.. دخل الامير ساركان إلى غرفتهم... 

ساركان: الحمد لله الذي عافاك مما ابتلاكِ، لا اصدق انني كنت سأفقدك يا ليلى لا تُخيفيننا مره اخرى وآسف كثيرا لأي شيءٍ سيءٍ فعلتهُ لكِ وارجو ان تُسامِحِيني من أعماق قلبكِ  فأنا أحبك وأعشقك لكن لم اريد ان اظهر لك هذا لذلك أهملتك، أنا اسف كثيرا واعدكِ انني لن اعيد هذه الحركات، ولقد وجدت لك الشخص الذي كنت تبحثين عنه..-لقد قال كل هذا وعيناها تغرقان بالدموع-... 

ليلى: حقاً؟ من هو واين هو؟! 

ساركان: انا هو الفتى الذي اتيتم من اجله، والسيف الذي كان في مكتبي، كان لي، وعصابة" النار"عندما اصبحت اميرا قد قتلتها... 

ثم اضاف: لقد عشقتك عندما عرفتُ انكِ تبحثين عني ولن تذهبين حتى تجدينني، اول مره في حياتي احسُ بِها انني مُهم في حياه شخص ما، فَعرفتُ انكِ طيبة القلب، فكيف تستطيعين ان تبحثين وتخاطرين من اجل شخص فُقِدَ قبل سنوات واساساً انت لا تعرفينه شخصياً،ولاتعرفينَ اذ كان هو حي او لا.. 

ليلى: يعني لقد حللنا اللغز الذي كان في بال القرويين الذين في قريتي، هل تستطيع  بعد ان استريحُ قليلا غدا او بعد غدا، نذهب الى قريه لكاي لِتُخْبرَ الناس انكَ انتَ هو المفقود وحتى اختي تالا قد وَعدتُها انني عندما اجد الفتى سأنفصل عنكَ فلِذَلِكَ هيا نذهب عندها لِنُخبِرْها انني حللتُ اللغز، لكن لا اريد الانفصال عنك... 

ساركان: كلامَكِ أمر وسأنفذه انا، وحتى انا لا استطيع الانفصال عنك وايضا قد كان يدور في عقلي كلاماً قد قُلْتِيهِ لي سابقاً، عندما كنتُ اريد قتلكِ في المره الاولى التي بقيتِ فيها في غرفتي اكثر من الساعه 9:00 قد اخبرتِنِي انك لا تخافين من الموت وانكِ اساساً ميتة ولكن جسدك حي... 

ليلى: انظر،  من اصدقائي الذين سَجَنْتَهُم قبل ايام كان لدي صديقٌ لكن لم يكن من المسجونين كان ذاك صديقي من الطفوله وكنتُ احبهُ حباً جما لكنه لا اعرف كيف تغير عند رؤية فتاة  فأحبها خلال وقتٍ قصير وقال لي كلاما ثقيلا لذلك جرحني قليلا لكن لا يَهُمُ ذلك ابدا لقد وجدتك انتَ وعوضتني عن كل شيء... 

ساركان: اين هو الغبي.. سأقتلع كَبِده

ليلى: قُلْتُ لكَ لا يهم، يمكنهُ كسر اي شيء في ثانيتين لكن قد يستغرق إصلاحه سنوات... 

.... 

مرت الأيام.. وذهبت ليلى مع زوجها الأمير ساركان إلى قرية"ليكاي"، لقد فرحت تالا عند رؤية اختها لكنها استعجبت عندما رأت زوجها معها،  -اين ذلك الفتى الذي كان مفقود هل هو الامير؟-«ههكدا كان كلام تالا مع نفسها» 

... استضافت تالا اختها وزوج اختها، وكان ايضا هناك احمد وانور.. وقد اخبرت تالا عن السحر الذي جعل انور يتغير.. وَ رَوَتْ أيضا ليلى عن حكايتها هي والأمير، وكيف عرفت انه الفتى المفقود... 

بِما ان ليلى ستُكْمِل زواجها بساركان.. فنُقِلتْ عائلتها و اصدقائها الى مملكة "فولاندور" لتكون عائلتها قريبةً منها... واذا تسألون عن ردة فعل العجوز الساحرة عن غياب ابنتها لفترة طويلة.. فلم يُقَصِرَ البُسْتاني فقد انهى حياة الساحرة ايضاً لِيتحرر كل ضحاياها....

...........

إن خسرتَ  شيءً لم تتوقع يوماً خسارته، فاعلم ان الله سيعوضك ما افضل منه... صحيح احببتك حتى ذهبتُ معكَ بعيداً وعدتُ وحيداً، مع العلم ان فقدان الشيء بعد الإعتياد عليه مؤلماً...ربما لم يكن شيئاً مُهماً بالنسبة لك لكنهُ كان قلبي...-هذا ماكان آخر شيء قالته ليلى وهي تحدث نفسها-

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

... دائما قُلتُها واقُولها وسأقُولُها، إن كنت في قطار و اردت ان تصل لمحطةً معينة، لاتتراجع عند خروج كل الراكبين في المحطة الاولى.. بل اكمل وجهتك، فهُم توقفوا لأن وجهتم هناك فلو لم تكن تلك محطتهم لواصلوا إلى وجهتهم.... واصل مُرادك لِلأخير حتى وان كنتَ وحيداً، فرُبما في المنطقة الأخيرة، يتحقق مرادك في مكانٍ وزمانٍ لم تكتبه في خطتك... مثلما فَعلتْ ليلى، فكان مُرادها ايجاد المفقود مع اصدقائها، فوجدته عند غيابهم... 
... 

















 































تعليقات